تجاوز المحتوى

عاملة المنزل – كاثرين ستوكيت – رواية

عاملة المنزل

التقييم 4/5

الحدود بين ذوي البشرة الملونة وذوي البشرة البيضاء غير موجودة… لقد اخترعها بعض الأشخاص منذ زمن بعيد وقام البيض التافهون وسيدات المجتمع أيضاً بتبنيها

صدرت الرواية باللغة الانجيليزية عام 2009 وسرعان ما تحولت إلى فيلم سينيمائي في عام 2011. تتحدث الرواية عن قضية الفصل العنصري بين البيض وذوي البشرة الملونة في فترة الستينيات من القرن العشرين في ولاية ميسيسيبي بأمريكا (وقت سطوع نجم حركة الحقوق المدنية بقيادة “مارتن لوثر كينج”).

ولكن هذه المرة أبطال الرواية ليسوا قائدي حركة الحقوق المدنية ولا ممن يطالبون بالمساواة… أبطال الرواية كانوا هم عاملات المنازل، القائمين على تنظيف البيت ورعاية الأطفال. ومن هنا كان سبب حبي للرواية. أن تعرف الشخص الخفي، الذي لا تراه ولا تشعر به بل ويتيح لك رؤية العالم من خلاله.

أبطال الرواية الرئيسيين هم ثلاثة نساء، الاولى بيضاء البشرة واسمها “سكيتر” والثانية والثالثة ملوني البشرة “آيبيلين” و”ميني”. نشأت “سكيتر” في بيت لأب يملك مزارع قطن، ولكنها عائلة ليست قاسية أو عنصرية بمعدل كبير، فكانت دائماً المعاملة حسنة لكل العالمين معهم، وتربت “سكيتر” على يد خادمتها “كونستانتين” والتي تفاجأت سكيتر بعد عودتها من الدراسة الجامعية التي امتدت أربع سنوات أن خادمتها المحبوبة قد غادرت، لا تعرف منذ متى ولا تعرف السبب، ولا أحد يريد أن يخبرها!

تبدأ “سكيتر” رحلة البحث عن سبب رحيل خادمتها (مربيتها) أثناء مطاردتها لحلمها بالعمل في مجال الصحافة لتصبح كاتبة، وتسطير عليها فكرة الكتابة عن الأشياء المسكوت عنها، مثل كيف يعيش عاملات المنزل حياتهم في ظل هذه الظروف؟ ما هو شعور عاملة المنزل وهي تربي أطفال ذوي البشرة البيضاء في حين أن أطفالها هي لا تجد الوقت الكافي لرعايتهم؟ ومن هنا تقابل “سكيتر” باقي أبطال القصة لتسمع وتكتشف عالم آخر تماماً لا تعرف عنه شيء.

حسب المؤلفة فالرواية ليست فقط عن العنصرية والحقوق المدنية، ولكنها عن طبيعة العلاقة بين الموظف ورئيسه في العمل، فلقد نشأت المؤلفة في بيت به خادمة ولكنهم كانوا يحبونها ولا يعاملونها مثلما قد يتخيل القارئ، وتقول أنه بالرغم من أن خادمتهم كانت تتلقى أجر لكي تحبهم، إلا انها تعلم يقيناً أن خادمتهم كانت تحبهم، “فنحن كنا أطفالها” خاصة شقيق الكاتبة الأصغر.

أتمنى في يوم ما صدور رواية تناقش نفس الفكرة ولكن في المجتمع المصري، مثل ما حدث في الكويت من خلال رواية “ساق البامبو” للكاتب “سعود السنعوسي”. وإن كنت تتعجب من طلبي، فأنا أتحدث عن معاملة المصري للشخص ذوي البشرة الداكنة أكثر منه، ولا أقصد فقط أبناء السودان وأثيوبيا والصومال، ولكن أقصد نظرة المجتمع العنصرية تجاه النوبة وربطهم (بسبب أعمال السينما المصري) بوظيفة الخادم أو حارس العقار. أنا نفسي رأيت معاملة المصريين للكثير من أبناء السودان أو ذوي البشرة الداكنة أثناء فترة عملي في منطقة الحي العاشر بالقاهرة، وكيف يتم البصق عليهم وسبّهم والانتهاك الجسدي واللفظي الذي يلقونه من المصريين من صغيرهم وكبيرهم.

الرواية حجمها كبير (660 صفحة) والترجمة لا بأس بها، ولكن أثناء القراءة كان عندي شعور بأن الرواية أجمل في لغتها الأصلية (الانجليزية). ولكن ولأنها من الروايات الدرامية، فلقد استمتعت ببناء الشخصيات والعالم المحيط بكل شخصية. وللحق الفيلم كان لا بأس به، كان أداء الممثلة التي تقوم بدور آيبيلين وميني وشخصية “هيلي” رائع جداً.

الغلاف بسيط. والترجمة كانت تحتاج لمزيد من الاخراج الفني.

ترجمة: حسان البستاني
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
الطبعة الاولى 2010
عدد الصفحات: 660
الترقيم الدولي: 9789953879864

Published inكتبرواية

كن أول من ‫يعلق على المقالة

اترك رد

اكتشاف المزيد من Rowis Notes

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading