تجاوز المحتوى

الوسم: طفل

أعجوبة – ار. جيه. بالاسيو – رواية

اعجوبة

التقييم 5/5

 

“إذا خُيِّرت بين الصواب والطيبة. اختر الطيبة” -واين ولتر داير

كنت أعرف عن الرواية منذ مدة طويلة ولكن بما انها باللغة الإنجليزية فلم أستطع قرائتها، ولكن بعد أن تحولت إلى فيلم سينيمائي بطولة الرائعة (جوليا روبرتس) بحثت عنها مرة أخرى لأجد الترجمة العربية والتي استمتعت بقرائتها بشدة.
رأيت بعض المراجعات تنتقد الاسلوب السطحي للسرد وأنه لا يوجد “حبكة” في الرواية، ولكن من وجهة نظري ان ذلك يرجع إلى أنها موجّهة في الأساس للأطفال وليس للشباب أو الكبار.

“هلّا وضعنا قاعدة جديدة للحياة… أن نحاول دائماً أن نكون أكثر طيبة مما ينبغي؟” – جيه إم باري، كتاب الطائر الأبيض الصغير

الرواية تناقش موضوع مؤلم يُعاني منه العالم عامة والمجتمع الأمريكي خاصة، هو ظاهر “التنمر – Bulling”، ويلقي الضوء من خلال “أوجست” الطفل ذو الوجه غير الطبيعي نظراً لمرض وراثي جعله يخضع لأكثر من 20 عملية جراحية فقط ليسطيع الكلام والتنفس والسمع. وأول سنه له في الصف الخامس (أظن أنها تساوي الصف الأول الإعدادي في نظامنا التعليمي) بعد أن ظل في المنزل تُدرِّس له أمه. والكاتبة أستلهمت فكرة الرواية من موقف شخصي، حيث كانت في أحد الأيام أمام محل أيس كريم ومعها أطفالها وكانت هناك فتاه وجهها مشوّه، وهو ما أخاف أطفالها وجعلهم يبكون، فأخذت أطفالها وغادرت سريعاً، وفي تلك الليلة أتت لها قصة الرواية وملامح أبطالها.

الرواية مكتوبة بلغة بسيطة، وبالتحديد مكتوبة بطريقة المذكرات الشخصية، وكأن كل بطل في الراوية يحكي القصة من وجهة نظره، وبالتالي عندما تجد أن السرد بسيط جداً والجُمل والفقرات والفصول قصيرة، فذلك يرجع لأن الذي يتحدث هو طفل صغير. ولذلك قراءة الرواية -رغم حجم الرواية الكبير- إلا ان قرائتها سريعة.

يجب أيضاً أن أشكر المُترجم “ايهاب عبد الحميد على الترجمة الرائعة. وكأني أقرأ الرواية في لغتها الأصلية. وصراحة أعجبني بشدة ترجمته لكلمة (OK، Right) = طيب. لأني شعرت أنها التعبير المناسب الذي سيقوله طفل بدلاً من (حسناً). ولمن لا يعرف من هو المترجم، فهو صاحب الترجمة الرائعة لرواية “عدّاء الطائرة الورقية” ورواية “ألف شمس ساطعة”

لمن لا يحب القراءة يمكنه مشاهدة الفيلم الأجنبي من ترجمة “علي طلال و أحمد السيد”، فهو نسخة طبق الأصل من الرواية ما عدا مشهد واحد لم يكن موجود بالرواية، ولكنه هو المشهد الأفضل بالنسبة لي سواء في الرواية أو في الفيلم.

[ـ لمَ يجب عليّ أن أكون قبيحًا جدًا؟
ـ أنّك لست قبيحًا، يا (أوجي).
– فقط تقولين هذا لأنّكِ أمي.
– لأنّي أمك، هذا لا يهم؟
– أجل.
– لأنّي أمك، فهذا مهم جدًا. لأنّي أعرف افضل من الآخرين. أنت لست قبيحًا وأيّ أحد يهتم في معرفتك سيرى ذلك ايضًا.
– أنهم لا يتحدثون إليّ حتى، لأنّي أبدو مختلفًا عنهم. أحاول أن أتظاهر أنّي لست مختلفًا، لكني حقًا مختلف.
– أعرف.
– هل سيكون مهم دومًا؟
– لا أعرف.
– أستمع، يا عزيزي… أنظر إليّ. جميعنا لدينا علامات على وجوهنا. لديّ هذه التجاعيد هنا، من عمليتك الجراحية الأولى. لديّ هذه التجاعيد هنا، من عمليتك الجراحية الاخيرة. هذه هي الخريطة التي ترشدنا إلى المكان الذي نسلكه، وهذه هي الخريطة التي ترشدنا، إلى المكان الذي كنا فيه. وأنها ليست قبيحة ابدًا.]

ترجمة: ايهاب عبد الحميد
الناشر: دار جامعة حمد بن خليفة للنشر
الطبعة الثالثة 2017
عدد الصفحات: 430
الترقيم الدولي: 9789927101137

Leave a Comment

لغات الحب الخمس للأطفال – جاري تشابمان وروس كامبل

لغات الحب الخمس للأطفال - جاري تشابمان.jpg

التقييم 5/5

“إن كنت لا تريد بذل القليل من الوقت لمعرفة كيفية التعامل مع أغلى شيء ليدك في الحياة فهل تعتقد حقًا انك تستحقهم؟”

كتاب رائع، وترجمة جميلة، جعلت قرائتي للكتاب مريحة، وهي أفضل من ترجمة نسخة دار جرير.
لكل المتزوجون حديثًا أو من رزِقوا بأطفال حديثًا واجب عليكم قراءة هذا الكتاب، فسيوفر لكم الكثير من المجهود والوقت الضائع.
الكاتب “جاري تشابمان” له كتاب أشهر اسمه “لغات الحب الخمس” وهو يتحدث عن لغات الحب بين الأزواج، وأنا أعتبر ان هذا الكتاب “لغات الحب الخمس عند الأطفال” هو الجزء الثاني للكتاب الأول.
كثير من الآباء لا يعرفون كيفية التعامل مع أبنائهم، ويلقون اللوم على الأولاد وليس على أنفسهم، محتجين بأنهم يوفرون كل شيء من مأكل وملبس وتعليم ورعاية صحية، ولكنهم يتناسون أنه مثلما يجب القيام بالإشباع المادي، فنحن كائنات روحانية، وإن لم تُشبعهم عاطفيًا فأنت بذلك تُدمر أبنائك وتُدمر مستقبل الأمة.
كثير من الآباء يُقدمون ما يُعرف بـ “المحبة المشروطة” وليس المحبة “غير المشروطة” وهي محبة مرتبطة بشيء، وللأسف هذه المحبة يستخدمها غالبًا الإنسان لتعليم الحيوان سلوك معين، وبالتالي أنت تقوم بربط الهدايا/المكافأة بالقيام بسلوب مرغوب فيه من قِبلك. لكن لا يجوز أن تستخدم نفس الاسلوب طوال الوقت مع أبنائك، فهذا يشكل خطر على علاقتك المستقبلية معهم. أما المحبة الحقيقية هي المحبة غير المشروطة، هي محبة غير مُقيدة بالشروط، هي محبة كاملة، تقبل وتُعضِّد الطفل لذاته وليس لأعماله. فلا أهمية لما يعمله أو لا يعمله الطفل، لأن الوالدين يظلان يحبانه.

“يتعلم الأطفل الذين تربوا على أسلوب المحبة المشروطة أن يُحبّوا بمثل هذه الطريقة. وحينما يبلغون فترة المراهقة، يستغلون والديهم لمصلحتهم ويتحكّمون فيهما. فعندما يُسَرون، فإنهم يُسِرون والديهم. وحينما يُغَمون، فإنهم يُفشِلون والديهم. وهذا يصيب الآباء بالشلل، لأنهم يتوقَّعون من أبنائهم المراهقين أن يُدخِلوا البهجة إلى قلوبهم، غير أن هؤلاء المراهقين لا يعرفن أن يُحبوا دون شروط. ثم تنقلب هذه الدائرة المفرغة عادة إلى الغضب والسخط وإساءة التصرف من جانب المراهقين”

لكل طفل لغة محبة مختلفة. ولغات المحبة هي خمس: التلامس الجسدي، كلمات التشجيع، تخصيص الوقت، الهدايا، وتقديم المساعدات/الخدمات.
معرفة لغة محبة أبنائك سيجعلك على الطريق الصحيح للتربية. وهناك جزء يتحدث عن تلك الأسر التي يعولها أحد الوالدين سواء بسبب الوفاة أو الطلاق، وهناك أيضًا جزء يتحدث عن ماذا تفعل إذا كنت ممن لا يشعرون بالراحة عند تقديم أحد لغات الحب، مثل الاتصال الجسدي أو كلمات التشجيع.

الاعتذار الصادق:
في النهاية قد يكون الأوان قد فات والآن أصبح أطفالك مراهقين وأصبحت تلك النصائح غير مفيدة. هناك يتحدث لك الكاتب ويقول: “لعل تنمية علاقات أوثق بأطفالكما المراهقين، أو البالغين يستلزم هدم الحوائط وبناء الجسور -وهو عمل شاق جدًا، غير أنه مجزٍ، ولعل الوقت قد حان لتعترفا لأطفالكم بما اعترفتما به لأنفسكما- أنكما لم تُحسِنا القيام بمهمة توصيل المحبة على المستوى العاطفي وإذا كانوا لا يزالون في المنزل، أو يعيشون على مقربة منك، تستطيعان أن تفعلا هذا وجهًا لوجه، فتنظران في أعينهم طالبن منهم الغفران. أو قد تحتاجان أن تكتبا ذلك في خطاب، وتُقدِّما اعتذارًا صادقًا، معبّرين عن أملكما في تكوين علاقة أكثر إيجابية في المستقبل. لا يمكنكما أن تلغيا الماضي، إنما بإمكانكما صياغة مستقبل من نوع جديد.
وربما لم تُسِئا توصيل المحبة فقط، بل أسأتُما استغلال أطفالكما أيضًا، على الصعيد العاطفي أو الجسدي أو الجنسي. وربما كان الكحول أو المخدرات شركائكما في الجريمة، أو ربما أوقعكما الألم أو عدم النضج فريسة للغضب. مهما كان موطِن فشلكما، فالوقت لم يفُت على هدم الحوائط، ولا يمكن إقامة الجسور إلا بعد التخلص من الحوائط… إن أكثر شيء إيجابي يمكنكما عمله حيال فشل في الماضي هو الاعتراف به وطلب الغفران. ولا يمكن محو الأعمال، مثلما لا يمكن محو نتائجها جميعًا. لكن يمكنكما أن تختبرا تطهيرًا عاطفيًٍا وروحيًا من خلال الاعتراف وإمكانية الغفران. وسواء عبَّر أطفالك عن الغفران لفظيًا أو لا، فإن نضوجك الذي جعلك تعترف بفشلك أمامهم سيمنحك مزيدًا من الاحترام في أعينهم. وفي الوقت المناسب سينفتحون على محاولاتك لبناء الجسور. ومَنْ يدري، فقد يأتي اليوم الذي يمنحونك فيه امتياز إقامة علاقة وثيقة معهم، ومع أولادهم/أحفادك.

الكتاب مهم ويجب على كل من سيصبح أو أصبح أب وأم أن يقرأه.
النسخة اللي قرأتها هي نسخة من إصدار أجابيه للنشر، وتُباع بمكتبة الاسقفية بـ 20 جنيه.

Leave a Comment

أحمد خالد توفيق أحمد مراد إلحاد احمد شوقي ادمان اسلام سياسي اقتصاد الكويت اليف شافاق انتوني فلو باربارا جولد سميث تاريخ تامر عطوة تحميل تركيا تنمية بشرية جلال امين جون غرين حسن الجندي داروين رافي زكاراياس رعب رواية روي ابراهام فارجيس ساخر سعود السنعوسي سياسة سيرة ذاتية طفل عز الدين شكري فشير علم نفس علوم فيليب يانسي قصص قصيرة كتب ليو تولستوي ماري كوري محمد صادق محمد عصمت مخطوطة ابن اسحق مذكرات مسيحية مقالات نظرية التطور نوبل

%d مدونون معجبون بهذه: