التقييم 5/5
اذاً اسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال الشهير: هل تفضّل العيش في عالم بلا تكنولوجيا… أم في عالم بلا دين؟ هل تفضل العيش من دون دواء، وكهرباء، ووسائل نقل، ومضادّات حيوية…أم من دون زعماء الدين الذين يشنّون حروباً ذات أسس واهنة؟
“إدموند كيرش”. العالم المستقبلي الشهير والملحد وأحد تلاميذ “روبرت لانغدون”. يجتمع سراً مع ثلاثة قيادات لأشهر ثلاث ديانات في العالم (اليهودية والمسيحية والاسلام) ليعرض عليهم أحدث اكتشافاته قبل أن يعرضها على العالم والذي سيسبّب زعزعة إيمان المؤمنين في العالم أجمع وسيكون تأثيره مثل نظرية كوبرنيكوس وداروين. وفي مؤتمر صحفي أقامه في متحف “غوغنهايم” للفن الحديث وأثناء عرضه لإكتشافه يحدث ما لم يكن في الحسبان، ليجد روبرت لانغدون وأمبرا فيدال (أمينة المتحف وخطيبة ولي عهد أسبانيا) أنفسهم مُطاردين من قبل أشخاص يريدون إخفاء اكتشاف “إدموند كيرش” بأي ثمن.
الرواية لسيت من النوع “الأكشن” والذي تعودنا عليه من دان براون، ولكنها أقرب ميلاً للفلسفة والعلوم، ولذلك قد تجدها في بعض المواضع مملة قليلاً خاصة آخر 70 صفحة. ولكن بلا أدنى شك لا تقل عن المستوى الذي عودنا عليه دان براون. السرد الرائع والمعلومات الشيقة والحبكات التي تجعلك حتى آخر صفحة تكون في حالة صدمة.
“الدين بدون علم يصبح مجرد أسطورة، والعلم بدون دين يصبح مجرد نظرية مادية -الميرزا حسين علي النوري المازندراني”
دان براون في هذه الرواية يمسك العصا من المنتصف، لا يدعو للإلحاد ولا يدعو للتدين. هو يعرض وجهات نظر كل فريق بإحترافيه. يوجه رسالة للعالم من خلال محاضرة إدموند كيرش إلى التوحد على نقطة إلتقاء واحدة وهي العلم. لا يجب أن يموت الناس بسبب انتمائهم الديني، وأيضاً لا يجب أن يقتل الناس لذلك. في عالم المستقبل حيث التكنولوجيا والتقدم العلمي المتسارع ستزداد الحاجة للدين. العالم بحاجة دائمة مع كل تقدم علمي بأن يقف بجانبه الدين. البوصلة الأخلاقية والروحية التي تساعده للأ يحيد عن هدفه.
في رأيي الشخصي الرواية لا تهاجم الدين ولكنها تهاجم المتعصبين.
في نهاية الرواية يعترف الملك لإبنه الأمير جوليان بسر. في الواقع أظن أن دان براون تعمَّد أن يكتب ذلك لإغاظة الكاثوليك فقط لا غير (ستعرف عندما تصل لنهاية الرواية).
- الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
- الطبعة الأولى: يناير 2018
- عدد الصفحات: 462
- الترقيم الدولي: 9786140124257