التقييم 5/5
ظل أخوها بعض الوقت في المنزل، ولكن محاولات كليهما في التواصل باءت بالفشل. كان الأمر كما لو أنهما منذ زمن بعيد كانا ينتميان إلى نفس الوطن، ولكن الحياة شتّتَتّهما مُجبرة إياهما على اكتساب ملامح وعادات أو تصرفات غريبة حوّلتهما إلى آخرين دون أن يصلا بذلك إلى فقدان الذاكرة لما كانا عليه. ولكن تلك الذاكرة ليس لها فائدة أخرى سوى أن تغذي ضمير الفقدان والتأكيد على استحالة استعادة عادات الوطن الأول، حيث كانا يملكان سمات قادرة على استحضار عالم خالص، أرض مشتركة كان التبادل فيها مازال ممكناً.
بعد موت “إيلينا” الجدة، تقوم “إيلينا” بإعادة اكتشاف والدتها من جديد من خلال مذكرات شخصية اكتشفتها في بقايا منزل أمها. التي كان نصيبها من بقايا “امّها” كرسي وساعة.
إيلينا تعاني من الوحدة بعدما انسحبت من حياتها العميلة. انسحبت من كل شيء تقريباً، فعلاقتها بزوجها وابنتها واخوتها ليست جيدة. انسحبت من حياتها العملية. انسحبت من حياتها العاطفية. كل ما تقوم به هو تدخين الحشيش والنوم، ولكن مع معاناة في جهازها الهضمي تبدأ إيلينا في محاولة أخيرة بإعادة تقييم شاملة لحياتها.
الرواية تعتمد على وصف المشاعر، وهي جيدة جداً في ذلك. الرواية بها جرعة إنسانية رائعة لمن يُعاني بالاكتئاب.
رواية صغيرة الحجم، والترجمة جيدة.
- ترجمة: ناريمان الشاملي
- الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب – سلسلة الجوائز
- الطبعة الأولى 2009
- عدد الصفحات: 184
- الترقيم الدولي: 9789774206858