
التقييم 3/5
إن الأحمق هو الذي ينتقد الآخرين باستمرار دون أن يلتفت إلى نقد نفسه أولًا، لذلك على المرء أن يلتمس الأعذار للآخرين، وأن يضع نفسه في مكان الواحد منهم، ليرى ماذا كان عساه يفعل لو كان مكانه، فهذا أفضل من اللوم، فلابد من معرفة الأسباب التي دفعت شخصًا إلى فعل ما فعل، أو قول ما قال. يقول الدكتور جونسون: “إن الله لا يحاسب أحد من خلقهِ إلا بعد موته”، فلماذا نتعجل -أنا وأنت- بمحاسبة الآخرين؟
قبل الذهاب إلى النوم بدأت في قراءة الكتاب وإذ بي أنهي نصفه، وأكملت النصف الآخر أثناء سفري من الإسكندرية إلى القاهرة.
الكتاب خفيف، وأسلوبه سهل وذلك لكثرة القصص. رسالة الكتاب “عامل الناس بالحُسّنة”، ولا أظنه أتى بشيء جديد لم يعرفه أحد أو لم يقوله دين أو فلسفة أو مُصّلِح إجتماعي في أي عصر من تاريخ البشرية.
الكتاب يوضح لك أنه ليس من المجدي إهانة الناس أو جرح كبريائهم، وإثبات وجهة نظرك بالقوة أو بالتهديد لا يعني أنك انتصرت، ولكن يعني إنك ربحت النقاش وخسرت الإنسان. الإبتسامة تصنع فارقًا، وكلمات الإطراء، وحتى مجرد إصغائك لمحدِثك بدون مقاطعة تعني أكثر مما تتخيل.
.”الإصغاء الجيد هو أكبر مدح يمكن أن تمنحه لمحدثك”
أيضًا من أسرار أسر قلوب الناس هو تذكرك لأسمائهم. نعم، هذا يعني انك تعرفه، انك تهتم، فتخيل نفسك وأنت تدخل لمكان العمل وألقيت على الموجودين التحية وذكرتهم بالاسم، ألن يكون هذا مبعث فرح في نفوسهم؟
حتى في مجال المبيعات يركتب الكثير خطأ بأنه يحاول أن يقنع العميل بجودة بضاعته ولا يهتم بإحتاج العميل. فأنت يجب أن تخاطب إهتمامات (مصلحة) الناس وليس إهتماماتك أنت.
“فإذا كنت ترغب في حياة زوجية لا نكد فيها، فعليك ألا تنتقد زوجتك عند كل خطأ، ولا تحاول مقارنه ما تفعله بما كانت تفعله والدتك، أو شقيقتك، بل حاول أن تمدح طريقتها في تسيير شؤون البيت، واذكر في كل مناسبة أمام الآخرين كيف أنك حظيت بزوجة جميلة، تجمع بين جمال (فينوس) وذكاء (كليوباترا)، ولا تتضايق إذا لم يَرُقْ لك الطعام، وسوف تجد أنها تبذل مزيدًا من الجهد، ولكن عليك أن تفعل ذلك بشكل تدريجي، وإلا شكَّت في نواياك. قم بإهداء زوجتك باقة من الزهور في كل مناسبة، مع ابتسامة رقيقة حانية، وكلمات دافئة تُشعرها أنك تحبها، عندئذ ستعيش حياة زوجية هادئة”
في الجزء الأخير يولي الكتاب إهتمامًا للعلاقات بين الأزواج، وتصنح الكاتبة “دوروثي ديكس” في مقال لها الرجال أنه من الأفضل أن يتنحى أحد العقلاء لينصح العريس بامتداح عروسة قبل الزواج، ثم يؤكد عليه أن ممارسة هذا المديح بعد الزواج أمر ضروري، فالحياة الزوجية تحتاج إلى نوع من الكياسة وحسن التصرف.
كن لبقًا في الحديث ولا تذكر أخطاء محدثك، وإن أخطأت فاعترافك بخطأك يقطع الطريق على الطرف الآخر من محاولته لإثبات خطأك.
“أليست بيوتنا وأسرنا أولى بالتقدير، لماذا لا نفعل ذلك داخل الأسرة؟ إن بيوتنا أحوج ما تكون إلى ذلك، إذ لابد أن لدى زوجتك بعض الخِصال الجيدة، فلماذا لا تُشعرها بالتقدير؟ ومتى أبديت إعجابك بجمالها، أغلب الظن أخر مرة فعلت فيها ذلك مرت عليها سنوات طوال، أليس كذلك؟ لماذا لا تمتدح ترتيبها قطع الأثاث، أو تنظيفها البيت؟ إنها في مثل هذه الحالة سوف تضاعف جهدها وتعمل على إسعادك أكثر، طالما كانت تتلقى منك الإطراء والمديح”
أخيرًا، هناك فصول في الكتاب كانت تقول نفس الشيء تقريبًا، فكان يمكن لبعض الفصول أن تندمج مع أخرى ويكون الكتاب أصغر حجمًا وأكثر تركيزًا.
الكتاب مفيد بالأكثر لكل من يريد أن يتعلَّم كيف يتصرف في بيئة العمل.
الغلاف عادي. ولكن لو بصيت في الغلاف اللي أنا ناشره هاتكتشف ان اللي رفع الصورة مشوه صور السيدات اللي في الغلاف!
شارك أصدقائك هذا الموضوع: