تجاوز المحتوى

السؤال الذي لا يغيب – فيليب يانسي

السؤال الذي لا يغيب - فيليب يانسي.jpg

التقييم: 5/5

“أين هو الله… يُنسب إليه الفضل بالأشياء الصالحة، ولا يتلقى اللوم على الأمور السيئة” – هيذر ماكدونالد  Heather MacDonald

أنا أحب كتابات فيليب يانسي. قرأت له أربع كتب وهذا هو الخامس. ما يميّز فيليب يانسي أنه لا يخجل من طرح السؤال. ويسأله بكل جُرأة بالنيابة عنك. الكتاب يعرض ثلاث كوارث هم “تسونامي اليابان” و”آثار الحرب الأهلية في يوغوسلافيا قبل تفكيكها -الكروات والأرثوذكس والمسلمين- أو ما يُعرف بالصرب والبوسنة” و”حادثة إطلاق النار في مدرسة “ساندي هوك” بـ نيوتاون”.

هل تعرفون الفرق ما بين المتفائل والمتشائم؟ يقوم المتشائم: “يا الله، لا يمكن أن تسوءَ الأمور أكثر من هذا، بينما يقول المتفائل: “لا تكتئب هكذا، يمكن دائمًا أن تصير الأمور أسوأ”. نكته أنتشرت في مدينة سراييفو أثناء الحرب الاهلية.

دائمًا فيليب يوضح لك أن الشر ليس معناه عدم وجود إله، وأن جزء من الحرية التي أعطانا إياها الله هو قدرتنا على فعل الشر. إذا لم نمتلك القدر على فعل الشر إذن نحن غير أحرار.

يوضح فيليب أن الله لا يتدخل لمنع الشر، ولكنه يشاركنا في معاناتنا من الشر. هو نفسه عانى من قدرة البشر على فعل الشر، فقد صلبوه.

أيضًا يوضح أن الله يشعر بمعناتُنا ولا يستاء من شكوانا له أو منه. المسيحية لا تعدك بمنع الألم، ولكنها تعدك بأن تستطيع احتمال الألم. كيف أن نحوِّل الألم إلى معنى.

“اعتقادي هو أنك عندما تقول الحقيقة تكون قريبًا من الله. إذا قلت لله: “أنا مُنهَك ومكتئبٌ بشكل لا يمكن أن تعبّر عنه الكلمات، وأنا لا أحبُّكَ بتاتًا الآن، وابتعدُ عن معظم الأشخاص الذين يؤمنون بك”، فهذه تكون أصدق العبارات التي نطقت بها يومًا. وإذا أخبرتني بأنك قُلتَ لله: “كل ذلك ميؤوس منه، وليس لديَّ أدنى دليل على أنَّك موجود، لكني أحتاج إلى مساعدة”، فهذا يجلب الدموع إلى عينيَّ -دموع الفخر بك، للشجاعة التي احتجتَ إليها لتكون صادقًا- صادقًا حقًا. إن هذا يجعلني أرغب في الجلوس بجانبك إلى مائدة العشاء”. – آن لاموت AnneLamott

الكتاب -كباقي كتبه- لا يستطيع أن يجيب على السؤال “لماذا؟” ولكنه يوضّح لك أنه ستكون هناك إجابة في عالم آخر. وبأن ما نعانيه هو لن يذهب هباًء.

يهمسُ الله إلينا في متعتنا، ويتحدَّث في ضميرنا، لكنَّه يصرخُ في آلامنا. إنَّه يستخدم مكبِّبرًا للصوت لإيقاظ عالَمٍ أصَمّ” – سي. أس. لويس C. S. Lewis

لا تفتخر أيها الموت! مع أن البعض قد دعاك جبَّارًا ومخيفًا؛ لأنك لستَ كذلك…

رقادٌ واحدٌ قصيرٌ يعبُرُ ثمَّ نستيقظ إلى الأبد ولن يكون بعد ذلك موت، ستموت أيُّها الموت.

جون دون John Donne، عميد كاتدرائية القديس بولس في أثناء وباء الطاعوت في القرن السابع عشر في لندن.

Published inكتبإلحادديني

كن أول من ‫يعلق على المقالة

اترك رد

اكتشاف المزيد من Rowis Notes

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading