تجاوز المحتوى

الوسم: سينما

أفلام الحافظة الزرقاء – أحمد خالد توفيق

حافظة الافلام الزرقاء

 

التقييم 4/5

يبدو أن الطريق كان ممهداً أمامي لأصير مخرجاً أو مصوراً أو عامل عرض أو حتى بلاسير أو بائع كازوزة في سينما، لكني صرت طبيبا في ظروف مجهولة

أختم هذه السنة غير السعيدة -كما بدأتها- بكتاب لدكتور أحمد خالد توفيق. رحمة الله عليه.

كتاب اليوم هو لمحة من الدكتور أحمد على أحد هوايته، وهي حبه وثقافته الكبيرة بعالم الفن السابع، وكان دائماً يتمنى أن يرى أعماله على الشاشة، ولكن كما يعرف ونعرف جميعاً أن ذلك لم يحدث لسببين، أولهما أنه ليس من “الشِلّة” وثانيهما أن هذا “سلو بلدنا” فنحن ندفن رجالنا ثم نحفتي بهم بعد موتهم!

عزائنا الوحيد أن دكتور أحمد خالد توفيق نال نصيباً من حب قُرّائه وهو على قيد الحياة وأكثر من مرة عبَّر أن هذا كان يكفيه وأكثر.

الكتاب بمثابة “تبّيض” لحافظة لونها أزرق كان يحتفظ فيها المؤلف باسطوانات لبعض الأفلام المحببة لقلبه ونبذة صغيرة عن كل فيلم والظروف التي صُنع فيها. وكان قد تمنى الكاتب أن يكون لهذا الكتاب جزء ثانٍ إذا نال جزء الأول إعجاب القاريء، ولكن للأسف لم يحدث هذا (لا أعرف هل لعدم رواج الكتاب كعادة كتبه، أم لأن الزمن لم يُمهله الوقت الكافي؟).

الكتاب مقالاته صغيرة جداً يتحدث فيها بالدرجة الأولى عن المخرج الذي أخرج هذه الروائع التي يرى أنه على كل شخص مهتم بالسينما أو الفن عموماً أن يشاهدها، ويتحدث عن الموسيقى وبعض المشاهد المؤثرة في الفيلم ويذكر أثناء حديثه عن الفيلم -كعادته- أسماء لأفلام أخرى سواء كانت لنفس مخرج العمل أو لأشخاص أخرين. والكتاب هو بمثابة دليل مُصغّر لمن أراد أن يبدأ بتكوين ثقافة سينيمائية تجعله يسلك طريقه إلى هذا الفن الممتع.

قبل أن تبدأ في القراءة يجب عليك تُجهّز قلم ودفتر ملاحظات لتتابع وتُسجّل كل أسماء الأفلام والمخرجين والممثلين والمؤلفين والموسيقيين الذي ستقابلهم أثناء قرائتك، الكتاب مليء بتلك الأسماء. وأيضاً لو توافر لديك موبايل فكن حريص على تحميل تطبيق لقراءة الـ (QR Codes) حيث سترى أكواد لمشاهدة اللقطات التي يتحدث عنها الكاتب خلال القراءة (هذه الأكود موجود في نسخة دار كيان التي لديَّ).

ستجد أفلام يعرفها جيداً كل شخص من جيل الثمانينات والتسعينات من أمثال: السائق التاكسي، وطارد الأرواح الشريرة، وأحدهم طار فوق عش المجانين، والطيب والشرس والقبيح… الخ وستجد أيضاً الكثير من الأفلام التي لم تسمع منها من قبل تم إنتاجها في ما قبل فترة السبعينيات من القرن الماضي.

في النهاية إذا كنت من جيل الألفية الثانية ووجدت نفسك غير مهتم بتلك الأفلام أو تراها سخيفة فلا تقلق، الكاتب نفسه يعرف هذا، بل أحد المبررات أنه أحرق أحداث بعض الأفلام لاعتقاده [… أنك لن ترى هذا الفيلم في 80% من الحالات]. ولكن عامة لا تحرم نفسك لتقرأ عن هذه الأفلام وتشاهدها -إن أُتيحت لك الفرصة- بأعين العرَّاب.

العيب الوحيد في رأيي وأظن أن دار النشر يقع عليها النصيب الأكبر في هذا اللوم، وهو أن المؤلف عندما كان يذكر أسماء الأفلام يذكر الاسم المُترجم (مثل السائق التاكسي، الطيب والشرس والقبيح) ولا يذكر اسم الفيلم باللغة الأصلية أو الإنجليزية. كنت أرغب في كتابة اسم الفيلم باللغة الإنجليزية -على الأقل- لتسهيل عملية البحث.

وأختم الكتابة مثلما بدأتها، رحمة الله عليك. أو كما نحب نحن المسيحيين أن نقول عن أحبائنا الذين انتقلوا إلى العالم الآخر “الله يُنِّح نفسك يا دكتور أحمد”.

الغلاف ممل وكذلك الخط المُستخدم (للأسف تعجبت من أن المُصمِّم هو الكاتب أحمد مراد)، ولكن غلاف نسخة “دار ليلى” كان أجمل بالتأكيد.

كُنت أرغب لو اسم الكتاب “حافظة الأفلام الزرقاء”

الناشر: دار كيان 2017
عدد الصفحات: 277
الترقيم الدولي: 9789778200171

Leave a Comment

أحمد خالد توفيق أحمد مراد إلحاد ابراهيم اصلان اسلام سياسي اقتصاد التطور اليف شافاق انتوني فلو انستا حياة براهين تاريخ تامر عطوة تحميل تركيا تسويق تنمية بشرية جلال امين حسن الجندي خوان خوسيه مياس داروين دان براون رعب رواية روي ابراهام فارجيس ساخر سعود السنعوسي سياسة سيرة ذاتية سينما طفل علم نفس علوم فيليب يانسي قصص قصيرة كتب ليو تولستوي محمد صادق محمد عصمت مخطوطة ابن اسحق مذكرات مسيحية مقالات نازية نظرية التطور

%d مدونون معجبون بهذه: