تجاوز المحتوى

لغات الحب الخمس للأطفال – جاري تشابمان وروس كامبل

لغات الحب الخمس للأطفال - جاري تشابمان.jpg

التقييم 5/5

“إن كنت لا تريد بذل القليل من الوقت لمعرفة كيفية التعامل مع أغلى شيء ليدك في الحياة فهل تعتقد حقًا انك تستحقهم؟”

كتاب رائع، وترجمة جميلة، جعلت قرائتي للكتاب مريحة، وهي أفضل من ترجمة نسخة دار جرير.
لكل المتزوجون حديثًا أو من رزِقوا بأطفال حديثًا واجب عليكم قراءة هذا الكتاب، فسيوفر لكم الكثير من المجهود والوقت الضائع.
الكاتب “جاري تشابمان” له كتاب أشهر اسمه “لغات الحب الخمس” وهو يتحدث عن لغات الحب بين الأزواج، وأنا أعتبر ان هذا الكتاب “لغات الحب الخمس عند الأطفال” هو الجزء الثاني للكتاب الأول.
كثير من الآباء لا يعرفون كيفية التعامل مع أبنائهم، ويلقون اللوم على الأولاد وليس على أنفسهم، محتجين بأنهم يوفرون كل شيء من مأكل وملبس وتعليم ورعاية صحية، ولكنهم يتناسون أنه مثلما يجب القيام بالإشباع المادي، فنحن كائنات روحانية، وإن لم تُشبعهم عاطفيًا فأنت بذلك تُدمر أبنائك وتُدمر مستقبل الأمة.
كثير من الآباء يُقدمون ما يُعرف بـ “المحبة المشروطة” وليس المحبة “غير المشروطة” وهي محبة مرتبطة بشيء، وللأسف هذه المحبة يستخدمها غالبًا الإنسان لتعليم الحيوان سلوك معين، وبالتالي أنت تقوم بربط الهدايا/المكافأة بالقيام بسلوب مرغوب فيه من قِبلك. لكن لا يجوز أن تستخدم نفس الاسلوب طوال الوقت مع أبنائك، فهذا يشكل خطر على علاقتك المستقبلية معهم. أما المحبة الحقيقية هي المحبة غير المشروطة، هي محبة غير مُقيدة بالشروط، هي محبة كاملة، تقبل وتُعضِّد الطفل لذاته وليس لأعماله. فلا أهمية لما يعمله أو لا يعمله الطفل، لأن الوالدين يظلان يحبانه.

“يتعلم الأطفل الذين تربوا على أسلوب المحبة المشروطة أن يُحبّوا بمثل هذه الطريقة. وحينما يبلغون فترة المراهقة، يستغلون والديهم لمصلحتهم ويتحكّمون فيهما. فعندما يُسَرون، فإنهم يُسِرون والديهم. وحينما يُغَمون، فإنهم يُفشِلون والديهم. وهذا يصيب الآباء بالشلل، لأنهم يتوقَّعون من أبنائهم المراهقين أن يُدخِلوا البهجة إلى قلوبهم، غير أن هؤلاء المراهقين لا يعرفن أن يُحبوا دون شروط. ثم تنقلب هذه الدائرة المفرغة عادة إلى الغضب والسخط وإساءة التصرف من جانب المراهقين”

لكل طفل لغة محبة مختلفة. ولغات المحبة هي خمس: التلامس الجسدي، كلمات التشجيع، تخصيص الوقت، الهدايا، وتقديم المساعدات/الخدمات.
معرفة لغة محبة أبنائك سيجعلك على الطريق الصحيح للتربية. وهناك جزء يتحدث عن تلك الأسر التي يعولها أحد الوالدين سواء بسبب الوفاة أو الطلاق، وهناك أيضًا جزء يتحدث عن ماذا تفعل إذا كنت ممن لا يشعرون بالراحة عند تقديم أحد لغات الحب، مثل الاتصال الجسدي أو كلمات التشجيع.

الاعتذار الصادق:
في النهاية قد يكون الأوان قد فات والآن أصبح أطفالك مراهقين وأصبحت تلك النصائح غير مفيدة. هناك يتحدث لك الكاتب ويقول: “لعل تنمية علاقات أوثق بأطفالكما المراهقين، أو البالغين يستلزم هدم الحوائط وبناء الجسور -وهو عمل شاق جدًا، غير أنه مجزٍ، ولعل الوقت قد حان لتعترفا لأطفالكم بما اعترفتما به لأنفسكما- أنكما لم تُحسِنا القيام بمهمة توصيل المحبة على المستوى العاطفي وإذا كانوا لا يزالون في المنزل، أو يعيشون على مقربة منك، تستطيعان أن تفعلا هذا وجهًا لوجه، فتنظران في أعينهم طالبن منهم الغفران. أو قد تحتاجان أن تكتبا ذلك في خطاب، وتُقدِّما اعتذارًا صادقًا، معبّرين عن أملكما في تكوين علاقة أكثر إيجابية في المستقبل. لا يمكنكما أن تلغيا الماضي، إنما بإمكانكما صياغة مستقبل من نوع جديد.
وربما لم تُسِئا توصيل المحبة فقط، بل أسأتُما استغلال أطفالكما أيضًا، على الصعيد العاطفي أو الجسدي أو الجنسي. وربما كان الكحول أو المخدرات شركائكما في الجريمة، أو ربما أوقعكما الألم أو عدم النضج فريسة للغضب. مهما كان موطِن فشلكما، فالوقت لم يفُت على هدم الحوائط، ولا يمكن إقامة الجسور إلا بعد التخلص من الحوائط… إن أكثر شيء إيجابي يمكنكما عمله حيال فشل في الماضي هو الاعتراف به وطلب الغفران. ولا يمكن محو الأعمال، مثلما لا يمكن محو نتائجها جميعًا. لكن يمكنكما أن تختبرا تطهيرًا عاطفيًٍا وروحيًا من خلال الاعتراف وإمكانية الغفران. وسواء عبَّر أطفالك عن الغفران لفظيًا أو لا، فإن نضوجك الذي جعلك تعترف بفشلك أمامهم سيمنحك مزيدًا من الاحترام في أعينهم. وفي الوقت المناسب سينفتحون على محاولاتك لبناء الجسور. ومَنْ يدري، فقد يأتي اليوم الذي يمنحونك فيه امتياز إقامة علاقة وثيقة معهم، ومع أولادهم/أحفادك.

الكتاب مهم ويجب على كل من سيصبح أو أصبح أب وأم أن يقرأه.
النسخة اللي قرأتها هي نسخة من إصدار أجابيه للنشر، وتُباع بمكتبة الاسقفية بـ 20 جنيه.

Published inكتبتنمية بشرية وإدارة

كن أول من ‫يعلق على المقالة

اترك رد

اكتشاف المزيد من Rowis Notes

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading