تجاوز المحتوى

الشهر: نوفمبر 2017

ثلاث قصص علمية: البيولوجيا. التطور. الوراثة – أحمد شوقي

ثلاث قصص علمية

التقييم 3/5

الكتاب من نوعية الكتب العلمية الموجّهة لغير المتخصصين (أمثالي). عبارة عن ملخص لتاريخ ثلاث علوم مرتبطة ببعضهم وهم: البيولوجيا والتطور والوراثة. وبالتالي الكتاب مقسّم إلى 3 (ثلاث) أجزاء رئيسية.

الجزء الأول (البيولوجيا): هو فكرة عامة عن البيولوجيا ومدى ارتباطها ببعض العلوم الأخرى، ولكن هذا الجزء بالتحديد كان أصعب جزء في القراءة بالنسبة لي، لأن الكلام لم يكن متسلسل بشكل منطقي. فالكاتب ظل يرجع ويتقدم بالزمن ويتحدث عن نفس الأشياء مراراً وتكراراً بشكل مختلف، ولذلك كان الجزء الأول مُملّاً في قرائته. ينتهي هذا الجزء بملحق، عبارة عن ألبوم صور لبعض العلماء، والكتب الذين تحدث عنهم الكاتب خلال هذا الجزء.

الجزء الثاني (التطور): وهو أفضل أجزاء الكتاب بالنسبة لي. فهو يسرد (يحكي) بشكل رائع قصة العالم “داروين” وقصة كتابه الأشهر “أصل الأنواع” وما هي الأحداث التي جعلته يكتبه وينشر الكتاب. وأيضاً يتحدث عن بعض العلماء السابقيين لداروين الذين كان لديهم نفس النظرية ولكن العمل المؤسسي والطريقة التي جمَّع بها داروين الخطوط هي ما أعطت نفخة الحياة لهذا العلم الجديد والقديم في نفس الوقت. وأيضاً مساهتمتنا نحن العرب في هذا العلم من خلال علماء أمثال: ابن سينا، والرازي، والجاحظ، وابن مسكويه…الخ. ويتعرض أيضاً الكاتب في هذا الجزء للنظرة الدينية التي تُعادي نظرية التطور وما يدور حولها من شائعات لمناصرتها للإلحاد، بل عدائنا نحن كشعوب عربية لتلك النظرية. وينتهي الجزء بحوار تخيلي للعالم داروين مع تمساح كبير، وهو ملخص سريع للجزء الثاني.

الجزء الثالث (الوراثة): عرض سريع لتاريخ العلم ومدى تطوره، وتعريف سريع لـ (مشروع الجينوم العالميHuman Genome Project). بالرغم من ان الجزء يُسمى (التطور) إلا ان حديثه عن مؤسسه وهو “مندل” لم يكن بنفس الشكل الذي تحدث فيه الكاتب عن “داروين” في الجزء الثاني. هناك أيضاً خط زمني يعرض اللحظات الهامة في تاريخ هذا العلم منذ 1650م حتى 2000م وقت ظهور المسودة الأولى لمشروع الجينوم العالمي بالتعاون مع الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص متمثل في “كريج فنترCraig Venter” مؤسس شركة “سليرا جينومكس – Celera Genomics“.

الكتاب مفيد لمن يرغب في جرعة معلومات علمية عامة.

 

Leave a Comment

شقة الهرم – تامر عطوة – رواية للكبار فقط +18

شقة-الهرم-تامر-عطوة-1

التقييم 3/5

أول عمل أقرأه لـ “تامر عطوة” وبالتأكيد لن يكون الأخير.

رواية رعب مصرية بامتياز. تتحدث عن مذكرات شخصية للكاتب “تامر عطوة” -أو هكذا يقول- عندما استقل عن بيت أهله ليعيش وحيداً في شقة يستأجرها من الحاج “جابر” في شارع الهرم. ولكن ما لا يعرفه “تامر” وما لم يخبره أحد به قبل أن يستأجرها هي أن الشقة بها “جن”، ولكنه سيكتشف ذلك بنفسه وبأسوأ طريقة.

أول 100 صفحة من الرواية أو الثلث الأول من الرواية كان ممتاز جداً، مرعب جداً، مشوِّق جداً. ولكن ما أن بدأت شخصية مثل “الراقصة” ووصف الكاتب لها وكأنه “ردح”. والعلاقة بين الساحر “يوسف الهزاع وكيندار”، وعلاقته هو ” تامر بالجنّية نائيل”، وبدأت الرواية تثير “قرفي” بدلاً من رعبي. كل السحرة في الرواية “معفنيين”، لا أحد يستحم ولا يحلق شعره وملابسة مقطّعة، ونتبعث منهم الرائحة العفة طوال الوقت!

الرواية تنقسم لـ 20 فصل، وقبل كل فصل يوجد “صورة” من المفترض انها تعبّر عن محتوى الفصل القادم، ولكن للأسف الصورة متأثرة بالثقافة الغربية أكثر منها الثقافة المصري (عكس الجو العام للرواية) وأيضاً اسم كل فصل يصلح لفصول في كتاب ساخر وليس رواية رعب.

نهاية الساحر “يوسف” عبارة عن فيلم هندي، ونهاية الرواية غير جيدة.

الرواية في العموم أحداثها متسارعة، ومكتوبة بطريقة جيدة تجعلك لا تريد ترك الرواية قبل أن تعرف النهاية. الرواية غير مملة ولغتها سهلة.

الكاتب من الكُتّاب الجيدين في مجال الرعب مثل “حسن الجندي” ومتلهف لقراءة أعمال أخرى لـ “تامر عطوة”.

الغلاف سيء لأبعد درجة.

الرواية لها جزء ثاني بمغامرة جديدة بعنوان “شقة وسط البلد”

2 Comments

كل هذا الهراء – عزالدين شكري فشير – رواية

كل هذا الهراء

 

التقييم 4/5

الأيام الخرا فايدتها النوم

“عمر فخر الدين” يقابل “عز الدين شكري فشير” ويُسلمه ملفات صوتيه فيها مذكراته اثناء الثورة وبعدها. ويطلب منه ينشرها في شكل رواية -رغم عدم اقتناع عمر بالفكرة- وذلك حسب تشجيع “أمل مفيد” له للقيام بذلك. ولأن المحتوى يحتوي على أشياء قد “تخدش” الحياء العام، والكاتب لا يريد الدخول للسجن بسبب رواية (كما حدث مع أحمد ناجي) فنشر تنويه ان قراءة الرواية غير إجبارية والرواية تحتوي على أشياء قد تخدش الحياء وعليه من يقرّر قراءة الرواية يتحمل المسؤلية كاملة 🙂

الرواية فعلياً أحداثها تبدأ بعد خروج “أمل مفيد” مصرية تحمل الجنسية الأمريكية، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان من السجن بعدما قضت سنة كاملة على خلفية القضية التي عُرفِت إعلامياً بـ “التمويل الأجنبي” أو “المنظمات الحقوقية”. وقد استطاعت الخروج بسبب تخلّيها عن “الجنسية المصرية” ولذلك يقيم لها أصدقائها حفلة بمناسبة خروجها وأيضاً بمناسبة توديعها لأنها ستسافر إلى أمريكا. وبعد خروجها من الحفلة وهي في حالة “سكر” تركب تاكسي يكون سائفه “عمر فخر الدين” وينتهي بها الأمر في الفراش سوياً. وهنا تبدأ الرواية”

تبدأ أولاً “أمل مفيد” في التعريف عن نفسها لـ “عمر فخر الدين” وهي بنت الرجل العسكري السابق والذي سافر بهما إلى أمريكا وهي في عمر السادسة ليكون وسيط في صفقات توريد السلاح وبعض الأنظمة التكنولوجية للجيش المصري. وتتخرج من كمحامية وتعمل في مجال حقوق الإنسان والمساعدات في أكثر من بلد وينتهي بها الأمر في أحد المنظمات الحقوقية في مصر وتدخل للسجن مع كثيرين على ذمة قضية تتهم المنظمات الحقوقية بالتمويل الخارجي غير القانوني.

ثم يبدأ “عمر فخر الدين” في الحديث عن نفسه. هو ابن لرجل إرهابي والذي تربى هو نفسه في “مزرعة شمال الخرطوم” التي انشأها الإرهابي “اسامة بن لادن” لتدريب وإعداد الإرهابيين. ويتورط الابن “عمر” في محاولة لتفجير مقر إجتماع القيادات الإرهابية للتخلص منهم بالتعاون مع ضابط أمن دولة مصري “أيمن”.

وبناء على طلب “أمل” لـ “عمر” أن يحكي لها ما حدث في البلاد طوال العام السابق أثناء سجنها، يبدأ عمر في الحديث عن قصص لأصدقائه خلال تلك الفترة، كيف دخلوا في الثورة وكيف انتهت بهم الدنيا. مرحلة تقلبات لشرائح مختلفة من المجتمع.

وقصص “عمر” تناقش شرائح مختلفة. ستجد الإسلامي والإرهابي والليبرالي والثوري. ستجد الألتراس وأمن الدولة. أي ستجد نفسك بالتأكيد في أحد تلك القصص أو قد تجدها في جميعها، وهي التي تمثل مرحلة انتقالك الفكري من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

الكاتب “عز الدين شكري” هو دبلوماسي سابق، ولغته الروائية رائعة وسهلة. ترتيب الأحداث مُبهر وتلخيصها أيضاً مُبهر. هذه الرواية هي الرابعة لي مع الكاتب (بعد: عناق على جسر بروكلين، وباب الخروج، وأسفار الفراعين). و هذه الرواية مثل باب الخروج و أسفار الفراعين، تتحدث عن الفساد الإداري (أو فساد النظام الحاكم) في مصر، سواء قبل قيام الثورة أو بعدها.

الرواية ستنعش ذاكرتك. نحن من عاصرنا ثورتين ونسينا ما حدث أو قد يكون عن قصد تناسينا ما حدث. الرواية هي لمحة سريعة عن الأحداث والأفكار والمبادئ التي مر بها كل من منا. من كان لا يعرف السياسة ثم أصبح ثورياً ثم تبنى الليبرالية (وهو لا يعرف معنى أن تكون ليبرالياً) ثم معارض لكل الأنظمة بحجة أن الثورة مستمرة و”يا نجيب حقهم يا نموت زيهم” ثم حالة اللامبالاة. ستجد المُتدّين والمتطرف والمتفتح والشاذ جنسياً والمنحل أخلاقياً والظالم والسادي والفاسد. سترى مصر بعيون كل هؤلاء.

“عز الدين شكري فشير” لم ينحاز في الرواية لأي وجهة نظر ولكن وقف على الحياد (ورغم اني أعتبر أنه تبنى وجهة نظر “عمر فخر الدين” وهي نظرة العارف بالأمور بحكم تربيته ونشأته وبالتالي أصبح ليس لديه أمل في المجتمع.

أنا لستُ بطلاً، وأكره القضايا الكبرى وأصحابها. لا شاركت في ثورة يناير ولا ضدها ولا فيما تلاها. ما أعرفه هو الاهتمام بمن أعرفه، بأصحابي وأقربائي ومن أستطيع مساعدته بيدي. أما الأفكار الكبيرة ومحاولات إصلاح الكون فليس لي فيها، ولا أحبها، ورأيي أنها تنتهي دوماً بكوارث. أبي أضاع حياته سعياً خلفها وطلعت أنا وحدي بلا أب ولا أم بسبب ذلك. شكراً جداً. وكل هؤلاء الذين يقتلون بعضهم بعضاً يفعلون ذلك باسم الإسلام أو الوطنية أو العدالة الاجتماعية. لا الإسلام ضاع ولا انتشر، ولا الوطن سقط ولا نهض. ولا العدالة الإجتماعية تحققت ولا غابت، لا هنا ولا في أي مكان في الدنيا. كل ما حدث أن الناس ماتت. على قدر معرفتي فإن الأمور تحدث حين يحين وقتها، حين تتوفر أسبابها، لا حين ينذر ناس حياتهم -أو حياة غيرهم- لتحقيقها. وبالتال كلما سمعت أو شاهدتُ شخصاً يدو الناس للتضحية من أجل قضية كبرى، قلت في سري: “ك..ك. أذهب واعتن بنفسك، أو بأطفالك، أو بجيرانك، أو افعل أي شيء مفيد

 

– لكن لِمَ لا تنخرط أنت في الحياة؟ هذا ما لا أفهمه. ألا ترغب في فعل أي شيء؟

– كما قلت لك؛ “الأيام الخرا فايدتها النوم”. وهذه أيام خرا، ومن ثَمَّ لا شيء يُفعل غير النوم. سأنام، في انتظار حدوث شيء ما.

– وإذا لم يحدث؟

– يكون الوقت قد مر.

– ألا تخشى من التعفن من كثرة النوم؟

– أخشى من التعفن؟ كل ما ترينه حولكِ هو جزء من هذا التعفن. هذا بالضبط ما أحاول قوله لك منذ الأمس، إننا تعفّنا، كلنا، بثورتنا وثورتنا المضادة، باختلافاتنا واتفاقاتنا، تعفّنا ببطء، ونواصل مسيرة التعفن بنجاح ساحق

ورغم أن الرواية تحتوي على مشاهد جنسية وألفاظ خارجة، ولكني لا اعتبرها مؤثرة في الرواية. فلو تم حذفها لما حدث أي اختلاف. الرواية تستحق القراءة، ونصيحة لو أنت ممكن لا تحب الألفاظ الخارجة أو المشاهد الجنسية في القراءة فلا تقرأ الرواية. وإن كنت تعتقد أنك ستقرأ عمل سياسي أو فلسفي عن الثورة فلا أنصحك بالقراءة.

“عز الدين شكري فشير” من الأقلام المتميزة جداً في هذا الوقت، ونعيب على أمثاله قلة إنتاجه. فهو يتركنا في مستنقع من الأدب الفاشل والذي تتسع مساحته مع الوقت.

المشكلة الوحيدة بالنسبة لي، هي “أمل مفيد” وهي تتفاجئ، فكل مرة تتفاجئ فيها تقول: يا للهول. تشعر وكأنها تحولت إلى “يوسف وهبه”.

الغلاف لا بأس به. بالرغم انه ليس سيء ولا جيد، ولكنه لا يُعبِّر عن الرواية.

رجاء إلى الدبلوماسي والروائي “عز الدين شكري فشير”، لا تغيب عنا فترات كبيرة.

Leave a Comment

مالك الحزين أو “الكيت كات” – إبراهيم أصلان – رواية

التقييم

1/5

دار النشر: الشروق

الطبعة الثالثة 2016

156 صفحة

رواية “مالك الحزين” في رأيي واخده تقييم أكثر مما تستحق. الرواية فعلاً غير مفهوم هدفها. البناء غريب ومُربك للقارئ. حتى اللغة ركيكة، التشبيهات والجُمَلْ والألفاظ.

طبعاً سبب شهرة الرواية هو فيلم “الكيت كات” بطولة الممثل “محمود عبد العزيز” والذي قام فيه بدور الشيخ حسني الكفيف. وهذه هي احدى المرات النادرة اللي الفيلم يكون فيها أفضل من الرواية.

وعلى عكس الفيلم، فدور الشيخ حسني في الرواية هامشي. بل ان الرواية اصلا كل شخصياتها هامشية، مفهاش شخصيات مؤثرة في الأحداث. الرواية تحتوي على 115 شخصية في عدد صفحات 156 صفحة فقط! بالتالي لن تستطيع أن تحفظ الأسماء أو تحدد من يتحدث مع من وعن من!

وصف الأماكن مُربك جداً ومش هاتعرف تتخيل المكان اللي بيتكلم عنه.

شبه إنعدام لعلامات الترقيم الخاصة بتوضيح متى يتحدث الشخصية ومتى يتذكّر شيء ومتى ينتهي الحوار ليبدأ الوصف.

الحاجة الوحيدة المفهومة في الرواية هو الجزء الخاص بصيد الأسماء، هو الوحيد اللي كان الوصف حلو والكلام له تسلسل منطقي ومفهوم.

اسم الرواية نفسه ملهوش أي ذكر في الرواية وملوش اي علاقة بالرواية!

غلاف الرواية غريب، ليس له علاقة بالاسم وليس له علاقة بالرواية. لكن طبعاً لان الرسّام هو الفنان “محي الدين اللباد” وهو إهداء منه للكاتب، فتم وضعه كغلاف للرواية!

طول الوقت تحاول أن تفهم ماذا يريد الكاتب أن يقول، أو الأحداث، وإلى ماذا ستؤدي. ولكنك بتفشل في ده. طول الوقت ينتقل بين الشخصيات والمشاهد بسرعة ولا يكون هناك أي هدف!

لا بجد، ما هذا بحق الجحيم!

Leave a Comment

أحمد خالد توفيق أحمد مراد إلحاد احمد شوقي ادمان اسلام سياسي اقتصاد الكويت اليف شافاق انتوني فلو باربارا جولد سميث تاريخ تامر عطوة تحميل تركيا تنمية بشرية جلال امين جون غرين حسن الجندي داروين رافي زكاراياس رعب رواية روي ابراهام فارجيس ساخر سعود السنعوسي سياسة سيرة ذاتية طفل عز الدين شكري فشير علم نفس علوم فيليب يانسي قصص قصيرة كتب ليو تولستوي ماري كوري محمد صادق محمد عصمت مخطوطة ابن اسحق مذكرات مسيحية مقالات نظرية التطور نوبل

%d مدونون معجبون بهذه: